السبت، 30 مارس 2013

غجر الدقهلية لا يخشون "حد السرقة" ويدعمون الرئيس العسكري

غجر الدقهلية لا يخشون "حد السرقة" ويدعمون الرئيس العسكري

 12 August 2011


منبوذون قبل الثورة، ومطرودون من بعدها، هكذا يمكن تلخيص حال غجر قرية طهواي التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية شمال الدلتا، وعلي الرغم من نسبتهم القليلة

منبوذون قبل الثورة، ومطرودون من بعدها، هكذا يمكن تلخيص حال غجر قرية طهواي التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية شمال الدلتا، وعلي الرغم من نسبتهم القليلة إلا أن حالهم يشبه حال كثير من الجماعات الفرعية الإثنية التي عانت طويلا من التمييز فيما هي تطمع إلي مزيد من الإندماج بالمجتمع، "مصر تنتخب" حاولت بما أتاحته الثورة من فتح لآفاق الحوار في المسكوت عنه أن تناقش قضية تمثيلهم وعلاقتهم بالسياسية في هذا التحقيق.

وفقا لإحصاءات الوحدة المحلية يبلغ عدد غجر طهواي نحو 2000 نسمة من أصل 10 الآف يسكنون القرية، وتقع بيوتهم علي هامش القرية التي تبلغ مساحتها 6 كيلو متر مربع، وهم جزء من مجتمع الغجر البالغ تعداده نحو 40 ألف نسمة موزع بين محافظات الغربية والدقهلية والإسكندرية في شمال وغرب الدلتا.

المرشح العسكري خيارنا الأفضل

"نحن نعيش منذ قرون متكيفين مع أي وضع سياسي" هكذا يبدأ "مدحت" زعيم الغجر حكاية أهله، وهو الشخص الوحيد المنوط له الحديث مع الغرباء بإسم المجتمع الغجري وفقا لأعارفهم الخاصة، ويستكمل:" في الإنتخابات القادمة، سنختار أبن الدائرة كما تعودنا، فقوتنا التصويتية لا تسمح لنا بإختيار آخر، ونحن نحترم إختيارات جيراننا"
منازل الغجر معزولة عن باقي القرية

يبدو الأمر بهذا الشكل منطقيا، لكن الغير منطقي هو أن يعامل جيران الغجر الأخيرين بهذا الإحتقار، فالحدود السكنية تبدو فاصلة بصرامة، وصورة الغجر لدي جيرانهم من المزارعين هو أنهم مجرد لصوص، أو علي الأقل أبناء مهن غير جديرة بالإحترام، يقول أحد سكان القرية: "عندما جاء الغجر إلي القرية كانوا يرقصون في الموالد، يعيشون في الخيام، يمارسون السرقة"، ورغم الجيرة الطويلة لم تسقط عنهم هذه الصورة حتي الآن.

يقول مدحت زعيم الغجر:" في الإنتخابات الرئاسية، سنرفض البرادعي وعمرو موسي، نحن نفضل شخصية عسكرية كالفريق أحمد شفيق أو السيد عمر سليمان، هكذا أتفق الغجر في معظم مصر، نحتاج شخصية صارمة".

شهدت قرية طهواي بعد الثورة نشاطا كأغلب محافظات مصر للتيارات الإسلامية، ومنها الجماعة السلفية التي رفضت مساهمة الغجر في بناء مسجد النور بالقرية، وكان الغجر قد قاموا بتقديم تبرع مادي عبارة عن "حنش" خشبي للمسجد، تمت سرقته لاحقا، فرفض السلفيون دخول الغجر المسجد للصلاة ، وبعد صدام سريع حاصر السلفيون منازل الغجر وأعتدوا علي بعض رجالهم وهددوهم بتنفيذ حد "قطع يد السارق" عليهم في المستقبل.

"لو وصل التيار السلفي للسلطة سنتعايش معه بسلام، فنحن لا نريد إزعاج أحد، حتي لو قرر السلفيون قطع أيدينا، كل مانطلب به أن يستوعبونا، يلبو مطالبنا ويحلون أزمة البطالة المتفشية بين أبناءنا، لأن توفير عمل للشباب هو الضمانة ألا يضطروا للسرقة"

في دراسة سسيولوجية للباحثة مروة حمدي، ترجع وجود الغجر في طهواي إلي حركة نزوح حدثت لهم منتصف القرن الماضي من أحياء باكوس وسيدي بشر بالإسكندرية، ويقوم تنظيمهم الإقتصادي علي ممارسة السرقة والتسول، ويعترفون بذلك إلا أنهم يسمونها تجارة، وهم مجتمع أمومي لايعمل رجاله فيما تقوم النساء بتنظيم المجتمع يظل للرجال في وجاهة البطالة والإنفاق مما تكسبه النساء، وهم لايعترفون بالقوانين الوضعية بل يحكمون في خلافاتهم بجلسات عرفية، وهو ما لجؤا إليه في خلافهم مع السلفيين.


خارج المجتمع ..خارج السياسة

يقول شريف طه أحد سلفيو القرية:"أموال الغجر من السرقة، ويحرم عليهم التبرع بها لبناء مسجد، أو لدفع صدقات أو زكاة، نتعامل معهم ونتقبل مالهم مقابل الخدمات التي يحصلون عليها من الجمعية الأهلية التي أسسناها لخدمة أهالي القرية، لقد حاولنا هداية بعض شبابهم المتعلمين، إن إستجابوا وأمتنعوا عن السرقة فأهلا بهم، وإن لم يهتدوا نتجنبهم ونبتعد عنهم، وهم غالبا غير متعلمين، ويرفضون إدخال أبناءهم الصغار المدراس، هم يحبون العزلة".
التيارات السياسية الأخري تهمل عن عمد التعامل معهم، ربما لضعف كتلتهم التصويتية، فجماعة الإخوان المسلمين عقدت قبل شهرين مؤتمرا جماهيريا بالقرية، حضره مرشحوا الجماعة في الإنتخابات الماضية، لم يحضره الغجر كما لم توجه إليهم الدعوة كما أكد لنا مدحت:"كل مانتمناه من أي نائب قادم، أن ينظر إلي أحوالنا بعين الرأفة، نحتاج إلي صرف صحي ومياه نظيفة، نحن لسنا لصوص، الغجر بينهم متعلمون يحاولون كسب عيشهم بإحترام، لكن للأسف، الناس تعاملنا كأن السرقة إختيارنا".

لكن سيد العدوى مرشح مجلس الشعب عن جماعه الاخوان المسلمين 2010 يشير إلي أن جماعته أستطاعت فى الفتره الاخيره اقتحام المجتمع الغجرى بكل حدوده الفاصله، وبدأت تتعايش معه وتعايشه فى مشاكله وترفض نظره .المجتمع الدونيه لهم

العدوى اشار إلي مقابلته لمجموعة من الغجر الذى اقنعهم باختيار جماعه الاخوان المسلمين، وحضر منهم شخص إسمه ياسر مؤتمر جماهيرى له، مؤكدا أن اصوات الغجر ممكن ان تكون من نصيب الجماعه فى الانتخابات الفادمة

وهذا ما يؤكده محمود خضر "ممثل شباب الاخوان المسلمين فى ائتلاف شباب الثوره بالدقهليه "حيث لفت إلي إهنمام الاخوان بالغجر، وإعتبارهم مواطنون لهم نفس الحقوق والواجبات شأنهم شأن اى فصيل سياسي او مجتمعى آخر.

وفقا للدراسة الأنثربيلوجية الحديثة عنهم، فإن غجر طهواي يعتمدون علي النساء في تكوين عصابات سرقة متخصصة، فيما تختصر مهمة الرجال في البحث عن محامي حال القبض علي البنات السارقات، ففي سن السابعة تتعلم الفتاة سرقة الدواجن، وفي سن 14 عاما تتعلم سرقة الحمير والدراجات البخارية، وعندما تبلغ العشرين أي النضوج تدخل في فرق سرقة المصوغات الذهبية، وهي تتكون من خمس فتيات في الأغلب، واحدة إسمها "المقفلتية" أي التي تقوم بإللهاء المسروق في الأتوبيس، فيما تقوم المعلمة بالسرقة وتقوم الباقيات بالتخديم عليها للهروب، وتستخدم نساء الغجر لغة خاصة بهن لا يفهمها إلا الغجري، أما طرق النشل فتتعدد منها النشل بالأصابع، والموسي، وغالبا ما ترتدي الغجرية مجموعة جلاليب مختلفة الألوان فوق بعضها البعض، بحيث يسهل تبديلها للإختفاء في الزحام بعد السرقة، وغالبا مايلجأ المسروق إلي زعيم الغجر لإسترداد ماسرق منه بعيدا عن الشرطة مقابل "حلوان" أي مبلغ معلوم يقدمه لزعيمهم".

يقول مدحت زعيم الغجر:" نحن نعمل في تجارة السيارات، وهناك بالفعل من يسرقون، لكن أملنا أن نندمج ويتوظف أبناؤنا في المصالح الحكومية، مثلنا مثل بقية الناس، كنا نعطي أصواتنا لمرشحي الحزب الحاكم، وسنعطي من يتفق عليه أهالي القرية حتي لو كان من الإخوان، وكل مايعنيني الآن هو إيقاف أحد مرشدي الشرطة السابقين، فهو يفرض إتاوات علي أهالي الغجرمن بعد قيام الثورة، وقد تقدمت ببلاغات ضده إلي وزير الداخلية، لكنه مستمر في قمعنا، وأتمني أن يسهم لقائي معكم في حل هذه المشكلة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق